مقالات وتدوينات كتبها الروائي والأديب البرتغالي الحائز على جائزة نوبل للأدب خوزيه ساراماغو ١٩٢٢-٢٠١٠ يدافع فيها دائما عن حق الفلسطينين ويعري الدعم الغربي اللامشروط للكيان الصيهوني، وهي تلفت النظر لوجهة نظر حقوقية وأدبية يعلنها صوت غربي مهم، وأغلب ماسيرد في هذا النقل هو ملاحظاته ومقالاته التي كتبها بين 2008 و2009 وركز فيها على الحق الفلسطيني جمعها في كتابه المعنون بالمفكرة
11 كانون الثاني
معاً مع غزة التظاهر العام لا يكون موضع تقدير من قبل أولئك الذين في السلطة، الذين يحظرونها في كثير من الأحيان أو يقمعونها. لحسن الحظ أن هذا ليس هو الحال في إسبانيا، حيث نزلت إلى الشارع بعض أكبر المظاهرات في أوروبة. لأجل هذا ينبغي أن نجل سكان بلد لم يكن فيه التضامن الأممي مجرد عبارة فارغة والذين سيعبرون عن ذلك بالتأكيد في العمل الجماهيري المخطط له يوم الأحد في مدريد. إن الهدف المباشر لهذه المظاهرة هو العمل العسكري الإجرامي غير الشرعي، اعتداء ضد كل حقوق الإنسان الأساسية، قامت به الحكومة الإسرائيلية ضد سكان غزة الذين يتعرضون لحصار لايرحم ويحرمون من المستلزمات الأساسية للحياة من الطعام إلى المساعدة الطبية. الهدف المباشر، لكن ليس الوحيد. دعوا كل متظاهر يضع في ذهنه أن العنف والإذلال، والاحتقار التي كان الفلسطينين ضحايا لها من الإسرائيليين قد استمرت لمدة ستين عاما بلا انقطاع. ولترتفع أصواتهم عالية، أصوات الحشد الذي أثق بأنه سيكون هناك، بالغضب من الإبادة البطيئة إنما المنهجية التي مارستها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني المكابد. ودعوا تلك الأصوات المسموعة عبر أوروبة تصل أيضاً إلى قطاع غزة والضفة الغربية كلها. لا شيء أقل من ذلك يتوقع منا الذين يكابدون كل نهار وكل ليل في تلك الأصقاع بشكل لا نهاية له.
كانون الثاني 22 : إسرائيل مرة أخرى
- تجرب
- تيتي
- بي
إن سيرورة الاغتصاب العنيف لحقوق الشعب الفلسطيني الأساسية وأرضه من قبل إسرائيل قد مضت قدماً بشكل غير مكبوح، بتواطؤ أو لا مبالاة ما يسمى خطأ المجتمع الدولي
كتب الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان، الذي تصعدت انتقاداته الحذرة دائما لحكومة بلده مؤخراً، مقالة أعيد نشرها منذ بعض الوقت قال فيها إن إسرائيل لا تعرف الشفقة. كنا نعرف ذلك قبلئذ. مع وضع التوراة كستارة، ثمة معنى جديد يضفى على تلك الصورة الرهيبة التي لا يمكن نسيانها لجندي يهودي يهشم عظام يد فلسطيني شاب أسر في أثناء الانتفاضة الأولى من أجل قذف الحجارة على الدبابات الإسرائيلية من حسن الحظ أنه لم يقطعها. لا شيء ولا أحد ولا حتى المنظمات الدولية، كالأمم المتحدة، التي من واجبها ذلك، نجح في إيقاف الأعمال الأكثر من قمعية – الإجرامية – للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وقواتها المسلحة ضد الشعب الفلسطيني. بناء على ما حدث في غزة يبدو أن الوضع لا يتحسن أبدا. بل العكس تماماً. إن الحكومة الإسرائيلية، التي ووجهت بمقاومة فلسطينية بطولية، قد بدلتبعض استراتيجياتها الأولية، معتقدة أنه يمكن وينبغي استخدام كل وسيلة، حتى الأكثر وحشية وتعسفية، من الاغتيالات الانتقائية إلى عمليات القصف بدون تمييز، إلى إخضاع وإذلال الشجاعة الأسطوريةللشعب الفلسطيني. فكل يوم أضاف إلى السجل الذي لا ينتهي من أمواتهم وكل يوم يجدد الرد الفوري لأولئك الذين لا زالوا أحياء.
١ نيسان محمود درويش
يصادف يوم ١٩ آب القادم الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشاعر الفلسطيني العظيم محمود درويش. لو كان عالمنا أكثر حساسية وذكاء وأكثر وعياً للجلال السامي للأرواح الفردية التي ينتجها، لكان اسمه الآن معروفاً على نطاق واسع ومثار إعجاب مثلما كان، على سبيل المثال، اسم بابلو نيرودا أثناء حياته. إن قصائد درويش المتجذرة في الحياة في الآلام وفي الأشواق الأبدية في ال للشعب الفلسطيني،تمتلك جمالاً شكلياً غالباً ما يزين اللحظات المبهمة التي لا توصف بكلمات بسيطة قليلة مثل مفكرة يمكن للمرء فيها أن يقتفي الكوارث خطوة خطوة دمعة دمعة، لكن أيضاً اللحظات العميقة، وإن تكن نادرةمن الفرح شعب خضع للاستشهاد على مدى الأعوام الستين المنصرمة التي لا يبدو أن ثمة نهاية لها في الأفق. فقراءة محمود درويش، إضافة إلى كونها تجربة جمالية لا تنسى هي الركوب على متن على امتداد الطرق المنكسرة للظلم والسلوك المخزي عبر ا الأراضي الفلسطينية التي عانت بوحشية على أيدي الإسرائيليين. فإسرائيل هي الجلاد هنا، الذي يصفه الكاتب الإسرائيلي ديفيدغروسمان في لحظة الحقيقة بأنه غريب عن كل شفقة.
اليوم قرأت في المكتبة قصائد محمود درويش من أجل فيلم وثائقي سيتم عرضه في رام الله في الذكرى السنوية لوفاته. لقد دعيت للذهاب وقراءتها هناك، لكن علينا حتى الآن أن نرى ما إذا كان من الممكن بالنسبة لي أن أقوم بمثل هذه الرحلة الطويلة، التي لن تسر البوليس الإسرائيلي بالتأكيد. عندما سأكون هناك سأستذكر أين حدث: العناق الأخوي الذي تبادلناه، منذ سبع سنوات، الكلمات التي تبادلناها والتي لن نكون قادرين على تكرارها. هكذا كان في لقائي مع محمود درويش
١٦ حزيران: نتنياهو
لم أتكلم إلا لأنه كان من المستحيل أن أبقى صامتاً أطول من ذلك. وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد أجبره على ذلك رئيس الولايات المتحدة، أو بالأحرى تنازل أخيراً على إنشاء دولة فلسطينية. لم يكن الأمر بأكثر صراحة من ذلك أو بالأحرى، نعم لقد طالب بشكل إضافي بألا يُسمح لهذه الدولة في المستقبل (إذا وجدت فعلاً دولة فلسطينية في وقت ما) بإنشاء جيش، وأن يكون مجالها الجوي خاضعاً السيطرة إسرائيل – بعبارة أخرى سوف تمتلك إسرائيل الوسائل لاضطهاد الفلسطينيين وإبقائهم في حالة التهميش السياسي القسري. مع ذلك، فإن الجوانب الجوهرية الأخرى من موقف باراك أوباما، فيما يخص كلا من المستوطنات والمستوطنين لم تستأهل كلمة واحدة من نتانياهو. فكل شخص يعرف في الضفة الغربية أن الأرض «القومية» التي تعود نظرياً إلى الشعب الفلسطيني مغطاة بالمستوطنات، بعضها قانوني(يعني أنها مرخصة ومبنية من قبل الحكومة في القدس والبعض الآخر غير قانوني غير مرخصة لكن الحكومة نفسها تغض الطرف عنها. إذ يصل مقدارها مجتمعة إلى أكثر من 200 مستوطنة، يقطنها حوالي نصف مليون مستوطن يشكلون بالنسبة لكل شخص معني، العائق الأخطر أمام السلام، وهو عائق أكبر حتى من الحصول على الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة وقابلة للحياة. كان بوش الأب نفسه قد اقترح إلى هذا الحد في عهده، عندما أجبر الحكومة الإسرائيلية على أن تتحقق من أن الحديث عن السلام وبناء المستوطنات في الوقت نفسه هو تناقض جنوني. وبدا أن رئيس الوزراء السابق أيهود أولمرت أيضاً أنه مدرك لذلك عندما قال في مقتطفات سربت إلى صحيفة هآرتز في تشرين الثاني 2007، أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل الدولتين سريعاً، فإن “دولة إسرائيل ستنتهي” مع ذلك، لم يفعل شيئاً على الإطلاق لحل المشكلة في حين بقيت كلماته معلقة في الهواء. إنها تساعدنا على فهم كيف خدم المستوطنون دائماً بمثابة سيف ديموقليس المسلّط فوق الحكومة الإسرائيلية، والآن ـ مع وجود مبررات أكثر إلحاحاً – فوق رأس نتنياهو أظن أن كثيراً من اليهود في ذلك إسرائيل يتملكهم الخوف من العودة إلى الشتات، ذاك الانتشار حول العالم الذي كان يبدو أنه قدرهم والأفق لا يحمل لي أي مبعث للسرور. أيا يكن، يبقى أن نرى ما إذا كان حكام إسرائيل سيُبرهنون مع على أنهم قادرون على صنع السلام اسألوهم كما تشاؤون غالباً، ويبقى الجواب بالنفي.
٨ كانون الثاني: من حجارة داوود إلى دبابات غوليات
من حجارة داوود إلى دبابات غوليات ، تزعم بعض المرجعيات في القضايا التوراتية أن سفر صموئيل الثاني قد كتب في أثناء عهد سليمان، أو بعده مباشرة – بأي حال، قبل السبي البابلي. يجادل فقهاء آخرون لا يقلون كفاءة في أن ليس السفر الأول فحسب بل السفر الثاني أيضاً قد كتب بعد النفـي مـن بابل، فإنشاء الاثنين يخضع لما يدعى التركيب التاريخي – السياسي – الديني لنظام سفر التثنية، الذي هو تحالف الرب مع شعبه خيانة الشعب، عقاب الرب، تضرع الشعب غفران الرب. إذا كانت هذه الأسفار المبجلة تنحدر من عصر سليمان، فيمكننا القول إنها الآن قد مضى عليها حوالي ثلاثة آلاف عام،بالأرقام المدورة. فلو أن الكتاب قد شرعوا بعملهم بعد عودة اليهود من المنفى فقط عندئذ لكان علينا أن نحسم حوالي خمسمائة عام من ذاك الرقم، بزيادة أو إنقاص شهر.
مجرم حرب يدعى أرييل شارون يطلق الرسالة الشاعرية «أنه من الضروري سحق الفلسطينيين لكي يتفاوض بعد ذلك مع من تبقى منهم.
هذا الانهماك بالدقة الزمنية ليس له سوى قصد واحد، هو أن تعرض فكرة أن الحكاية الأسطورية التوراتية الشهيرة عن القتال الذي تبين في النهاية أنه لا يحدث بين داوود الصغير والعملاق الفلستي غوليات قد حكيت بشكل رديء للأطفال على مدى عشرين أو ثلاثين قرنا على الأقل. مع مرور الزمن طورت مختلف الأطراف المهتمة بالموضوع – مع الاتفاق اللانقدي لأكثر من مائة جيل من المؤمنين،اليهود والمسيحيين على حد سواء – تعمية مضللة كاملة حول عدم تكافؤ القوة الذي ميز البنية الجسدية الهشة لداوود الجميل المرهف عن غوليات المتوحش الذي يبلغ طوله أربعة أمتار. هذا اللاتكافؤ، الذي كان كبيراً على ما يبدو، قد تم التعويض عنه، ومن ثم تحول لصالح الإسرائيلي، بحقيقة أن داوود كان شاباً ماكراً وكان غوليات كتلة غبية من اللحم وكان الأول ماكراً للغاية بحيث أنه قبل مواجهة الفلسطيني التقط خمس حجارة ملساء عن ضفة جدول مجاور ووضعها في حقيبة الراعي، وكان الثاني غبياً للغاية بحيث أنه لم يدرك أن داوود كان مسلحاً بمسدس. لكنه لم يكن مسدساً، سوف يحتج عشاق الحقائق الأسطورية السائدة بشكل ساخط بل كان مقذاف حجارة [نقيفة، مقذاف راع متواضع جداً، كان يستعمله خدم إبراهيم منذ الأزل لحماية قطعانهم. نعم، الحقيقة هي لم يكن يبدو مثل مسدس : لم تكن له سبطانة، ولا قبضة، ولا زناد، ولا خرطوش – كل ما كان يمتلكه هو قطعتي خيط رقيقتين قويتين مربوطتين في الطرفين إلى قطعة جلد مرنة ضمن انحنائها تضع يد الراعي الخبيرة حجراً يطلق من مسافة سريعاًوقوياً مثل رصاصة، إلى رأس غوليات فيصرعه أرضاً تاركا إياه تحت رحمة نصل سيفه، الذي يقبض عليه رامي حجر ماهر. لم ينجح الإسرائيلي في قتل الفلستي و تقديم الانتصار إلى جيش صموئيل والله الحي لأنـه كـان الأكثر مكثراً، بل ببساطة لأنه كان يحمل سلاحاً طويل المدى ويعـرف كيف يستعمله الحقيقة التاريخية المتواضعة الخيالية تماماً تعلمنـا فقط أن غوليات لم يحظ حتى بفرصة ليضع يديه على داوود، في حين أن الحقيقة الأسطورية، من نساج خبير الاستيهامات [الفانتازيات]، قد بقيت لثلاثين قرنا تهدهدنا بالحكاية الاستفهامية لانتصار الراعي الصغير على وحشية محارب عملاق تبين أن خوذته البرونزية الثقيلة ودرعه الصدري ودرع ساقه وترسه هي عديمة الفائدة بقدر ما نكون قادرين على الاستنتاج من الطريقة التي انتهت بها هذه القصة المثقفة، فإن داوود، في المعارك العديدة التي جعلته ملك يهوده وملك أورشليم وتوسعت سلطته حتى ضفة نهر الفرات، لم يستعمل [نقيفة] وحجراً مرة أخرى أبداً. ولا هو يستعملها الآن. فعلى مدى الخمسين سنة المنصرمة نمت قوة داوود وحجمه إلى درجة أنه لم يعد ممكناً أن نرى أي فرق بينه وبين غوليات المتكبر، لذلك يمكن للمرء أن يقول – بدون أي أذى يصيب الوضوح المبهر للحقائق – إنه قد أصبح غولياتاً جديداً. إن داوود، اليوم، هو غوليات،لكنه غوليات الذي كف عن حمل أسلحة البرونز الثقيلة وعديمة الفائدة بشكل مطلق. فداوود العام الماضي الأشقر الشعر ذاك يطير فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة في طائرة هليكوبتر ويطلق الصواريخ على أهداف عزلاء؛ داوود الماضي المرهف ذاك يحشد الآن أقوى الدبابات في العالم ويسحق ويدمر كل ما يجده في طريقه ؛ داوود الغنائي ذاك الذي أنشد مدائح بتشيبا تجسد الآن في الشخصية الضخمة لمجرم حرب يدعى أرييل شارون يطلق الرسالة الشاعرية «أنه من الضروري سحق الفلسطينيين لكي يتفاوض بعد ذلك مع من تبقى منهم.» هذا هو باختصار شكل الإستراتيجية السياسية الإسرائيلية منذ١٩٤٨ تغييرات تكتيكية طفيفة فقط مسممة بالفكرة المسيحانية مع عن إسرائيل كبرى سوف تحقق في النهاية أحلام الصهيونية الأكثر راديكالية ؛ مشوبة باليقين الهائل والراسخ بأنه في هذا العالم العبثي الكارثي يوجد شعب اختاره الله ولذلك فهو مبرر ومفوض بشكل تلقائي – باسم أهوال الماضي أيضاً، ومخاوف الحاضر ـ في أي فعل من أفعاله ينجم عن عنصرية مهووسة انفعالية وإقصائية بشكل مرضي؛ إن اليهود المتعلمين والمتمرسين في الفكرة القائلة بأن أية معاناة قد أنزلوها أو ينزلونها أو سينزلونها على الآخرين، وخصوصاً الفلسطينيين هي دائماً أقل مما عانوه في المحرقة [الهولوكوست]، سوف ينكأون جرحهم إلى ما لا نهاية بحيث لا يتوقف عن النزف، لجعله غير قابل للشفاء، ويعرضونه أمام العالم مثل شعار.
أتساءل ما إذا كانت الكتلة المنحوسة الهائلة من الناس لن تخجل من الأفعال المفزعة التي ارتكبها المتحدرين منهم. أتساءل ما إذا كانت حقيقة كونهم قد عانوا كل هذا القدر لن تكون أفضل عذر لئلا يجعلوا الآخرين يعانون. إن حجارة داوود قد بدلت الأيدي والفلسطينيون الآن هم الذين يرمونها.
إن إسرائيل قد جعلت كلمات يهوه الرهيبة في سفر التثنية كلماتها الثأر ثأري وأناسارده». تريدنا إسرائيل أن نشعر بالذنب كلنا بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل أهوال المحرقة إسرائيل تريدنا أن ننكر الحكم النقدي الأكثر أساسية ونحول أنفسنا إلى صدى مطواع لإرادتهم، إسرائيل تريدنا أن نعترف قانونياً de jure بما هو بالنسبة إليهم أمر واقع de facto : إفلاتها المطلق من العقوبة من وجهة نظر اليهود، لا يمكن أبداً سوق إسرائيل إلى المحاكمة، لأنهم عُذبوا و خنقوا بالغاز وحرقوا في أوشفيتز. أتساءل ما إذا كان أولئك اليهود الذين ماتوا في معسكرات الاعتقال النازية، الذين ذبحوا في المجازر الذين تركوا يتعفنون في الغيتوهات، أتساءل ما إذا كانت الكتلة المنحوسة الهائلة من الناس لن تخجل من الأفعال المفزعة التي ارتكبها المتحدرين منهم. أتساءل ما إذا كانت حقيقة كونهم قد عانوا كل هذا القدر لن تكون أفضل عذر لئلا يجعلوا الآخرين يعانون. إن حجارة داوود قد بدلت الأيدي والفلسطينيون الآن هم الذين يرمونها. أما غوليات من الناحية الأخرى، فهو المسلح والممول كما لم يشاهد مثله أي جندي آخر من قبل في تاريخ الحروب، باستثناء صديقه في شمال أمريكا، بالطبع نعم بالطبع، إن القتل الفظيع للمدنيين من قبل مفجري القنابل الانتحاريين نعم المستحقين للإدانة بلا شك، نعم بلا شك، لكن إسرائيل لا زال أمامها الكثير لكي تتعلمه إذا كانت غير قادرة على فهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي بكائن بشري إلى أن يحول نفسه إلى قنبلة بشرية