في يومياته المعنونة ب” مهنة العيش” ملاحظة مهمة يتناول بافيزي الحديث عن الجمهور الحقيقي للمؤلف فيقول: 

“أمر لايقبل الشك، أن الجمهور يلعب دوراً ضرورياً في إنتاج عمل ما، الكثير من الأعمال تولد، برغم ذلك، من دون تلك الحلقة الخيالية من الفضول الهيجان والبلبلة التي ينشأ منها الفن العظيم. لكن، إلى الجمهور، لا تفتقر الأعمال. المؤلف ببساطة يتخيله “ يخلقه” مايعني أنه (يحدده ويختاره ويحبه) بشكل عام، كان القدماء حتى عصر الرومانتيكية لهم حلقتهم المحددة مادياً، الحديثون يتميزون بغياب حلقة مثل هذه. كشف القدماء عن عظمتهم بفهمهم الغريزي لجمهورهم الحقيقي. غير المتحذلق، كشف الحديثون عن عظمتهم، قبل كل شيئ في طريقة اختيار وخلق جمهورهم. 

لاحِظ، مع ذلك، أنه من الزيف والاعتقاد بأن كاتباً يمكنه خلق “ جمهوره الخاص” تدريجياً، بتلك الطريقة، على الأكثر يخلق جمهوراً مادياً ذا أهمية بالنسبة لمحرر أو ناشر. لكن الجمهور الحقيقي للمؤلف لابد أن يكون مُتخيلاً، بالكامل، منذ عمله الأول. “

مهنة العيش، مذكرات تشيرازي بافيزي، ١٦ ايار، طبعة دار المدى، صفحة ٨٠