١٠ أسئلة تقريباً مع الكاتب السعودي رشاد حسن
رشاد حسن كاتب سعودي، وطالب دكتوراه مهتم بالأدب، نشرت له ثلاثة إصدارات أدبية هي ” عبور لا ينتهي أثره، ” مرآة تبحث عن وجه” و” حين رأيت صوتي” أنقل لكم حواري معه:
حياة الكاتب حياة مليئة بالمحفّزات، أو لنقل حياة الإنسان، في الوقت الذي نظن أنه توقف عن الكتابة، نراه يخمّر الأفكار، فإذا هي بعد ذلك مكتوبة أمامه
- مالذي قد يجعل كاتباً ما يتوقف عن الكتابة؟
- أي سبب يحفّز الكاتب للكتابة، وأي أمر يمر به يحرضه كذلك، أظن أن الأمر منوط بتعامله معه، حياة الكاتب حياة مليئة بالمحفّزات، أو لنقل حياة الإنسان، في الوقت الذي نظن أنه توقف عن الكتابة، نراه يخمّر الأفكار، فإذا هي بعد ذلك مكتوبة أمامه، والعجيب أن كلّ شيء يعطّل حياة الإنسان، هو أجدى محرض للكتابة عند الكاتب خاصة، وربما يكون أجدى سبب للممارسة الفن عند الفنان.
- مالذي حدث حتى رأيت صوتك، في مرةٍ تقول “نبت صوتِك في كل مكان، حتى في أذني “هل تعيش علاقة خاصة مع الصوت؟ كيف تقرأ الأصوات؟
- في الصوت ما يغني عن كثير من الكلمات، بل إن الكلمات نفسها هي الصوت، ومعروف أن الصوت هو من أشهر تعاريف اللغة، لأن الصوت سبق الكلمة، والمعنى سبقهما جميعًا، فأنت بتمتمات غير مفهومة قد توصل رسالة أجدى من كتاب مرصوفة كلماته، وأجد أن الصوت يشكل لغة مستقلة عن لغات العالم، لغة مفهومة، تترجم نفسها بنفسها.
- للحزن مع رشاد فيما يبدو قصة خاصة، ما هو الحزن الضروري الذي تشير إليه حين تقول” ستفيق يوما بلا وهم تبحث عن أحزانك داخل سعادتك” وفي مكان آخر “سعادتي التي تأتي تجعلني أحزن”؟
- أظن أن بيوت السعادة أبوابها الحزن، وأظن أن السعادة طارئ ولكنّ الحزن عادة، ولا أنظر إلى الحزن نظرة المتشائم، بل نظرة الوالج إلى بيت السعادة.
- كيف يحافظ رشاد على تركيزه ونفسه الطويل لأي عمل؟
- بالفوضى، وأسعى بجهدي أن يكون بالحب والانتظام. لكن الأعمال تختلف، وبما إنها تختلف ومتسارعة، وكثيرة، فما زلت أرى أنني أنجز في فوضى الأعمال أكثر من غيرها.
أحافظ على تركيزي بالفوضى، وأسعى بجهدي أن يكون بالحب والانتظام.
- يُسأل القراء دائما عما ينتظرون من كاتبهم المفضل، لكنني أسأل الآن ماذا ينتظر رشاد من قارئه؟
- علاقتي مع القارئ علاقة مفتوحة، ولا أظن أنني أنتظر منه شيئَا، لست ممن يملي عليهم أو يرمي إلى إقرارهم وموافقتهم، أظن أن الكاتب في معظم الأوقات عليه أن يكون مناقضا ومختلفًا، أن يصطدم بشيء ما، وأن يفاجئ القارئ. الكتابة ليست للقارئ، بل عن القارئ. والكتابة ليست كرة قدم، ولم تكن يومًا للبهجة و التصفيق.
أظن أن الكاتب في معظم الأوقات عليه أن يكون مناقضا ومختلفًا، أن يصطدم بشيء ما، وأن يفاجئ القارئ. الكتابة ليست للقارئ، بل عن القارئ. والكتابة ليست كرة قدم، ولم تكن يومًا للبهجة و التصفيق.
- هل غيّر قرار نشرٍ الكتاب الأول لك شيئاً ما في مسيرتك الكتابية؟ وماذا تنصح الكتاب الذين لم ينشروا بعد؟
- لا أعلم إن كان النشر قد غير شيئًا أم لا، ما أعلمه أن الوقت يفرض العمل، ولربما كان الأمر سيؤول إلى آخر لو تريثت بالنشر، لكنني أنصح دائمًا بالاشتغال بالكتابة قبل النشر، الاشتغال كثيرًا. واليوم العالم التقني سهل علينا شيئًا كثيرًا، ووسائل التواصل أصبحت صحف للاشتغال بالكتابة والنشر عليها.
- كيف ترى مراجعات القراء لكتبك؟ هل تزعجك المراجعات القاسية؟ كيف يجب أن يتعامل الكاتب الشاب معها برأيك؟
- مثلما أن لكل كاتب الحق على أن يكتب ما يشاء، للقارئ كذلك الحق نفسه على أن يقول ما يشاء، ما يرى أنه قد يفيده يأخذه، وما يرى أن لا فائدة منه يتركه.
- كيف ترى نشاط النشر والحركة الثقافية في مجال التأليف والترجمة عربياً؟ هل ترقى برأيك للجهود المماثلة في العالم الآخر؟
- الثقافة عندنا تتسع وتزداد من يوم لآخر في جميع مجالاتها، بفضل الدعم والجهود المبذولة والإقبال الكبير من الشباب والشابات عليها، وأظن أن هذا يبشر بالوصول إلى مستوى يليق بهمة المثقفين جميعهم في مجال الترجمة أو التأليف والنشر.
- في غير ما مرة كنت تحث القارئ على الحد من الأحلام فتقول مثلا “اختر لك حلماً جميلاً، واجعله داخل رأسك، لا تبالغ فيه حيث إنك لن تصل إليه”، وذكرت مرة أيضا أن الأحلام مقرها الرأس، وأنه يجب أن تكون على مقاس اليد، وأنّ على المرء ألا يبالغ المرء في أحلامه.. أية دعوة هي هذه ومن أي توجهاتك نابعة؟ و هل تود مثلا أن تنشر ثقافة متواضعة فيما يخص الأحلام والطموحات؟
- الأحلام الفضفاضة والواسعة قد تعيق طموح الإنسان ولا تشجّعه، جيد أن يكون للإنسان طموح يغذيه ويتغذّى عليه، غير أني لا أجد منفعة في أحلام هي أكبر من قدرة الإنسان، وخاصة الإنسان محدود القدرة، ضعيف الأسباب.
لا أجد منفعة في أحلام هي أكبر من قدرة الإنسان، وخاصة الإنسان محدود القدرة، ضعيف الأسباب.