«عندما رأى ساراماغو المنتج النهائي قال لي: بينما كنتَ تصوّر، كان عندي بعضَ الشكوك حول الأشياء التي اخترت تصويرها ولكن الآن، أرى أن الفيلم هو أكثر من فيلمٍ عنّي؛ إنه عن العلاقات والحياة – قال ميندز:- ساراماغو قال لبيلار – والتي كانت بجانبه: «هذا الفيلم هو إعلانٌ عن حُبّي لكِ»، ردّت هي: نعم، ولكن حياتي هي إعلانٌ عن حبّي لكْ” من حديث المخرج البرازيلي فرناندوز ميريلس عن فيلمه المقتبس من رواية العمى ..»

  • فرناندو
  •   …
  •  أنا سعيد جدا لمشاهدة هذا الفيلم، تماما كما كنت سعيدا عندما كتبت الرواية.
  • حقا، لا تتخيل سعادتي لسماع هذا!

من التعقيب العفوي الذي دار بين ساراماغو وميريلس بعد حضور سارماغوا عرض فيلم العمى *لأول مرة.

هذه فقرة مقتبسة من السيرة أو المذكرات المعنونة بـ (المفكرة) للأديب البرتغالي جوزيه ساراماغو، ينقل فيها شعوره حول محاولات تحويل رواية العمى، روايته الفائزة بجائزة نوبل للأدب ١٩٩٨ إلى فيلم سينمائي:

” إن قصة إعداد رواية العمى للسينما قد امتلأت بالصعودات و النزولات منذ سأل فرناندو ميريلس، في عام ١٩٩٧ أو حوله لويز شفارتز، محرري البرازيلي، إن كنت مهتما بالتخلي عن الحقوق في ذلك. فتلقى نفيًا قاطع. ورد في رده على السؤال: (( لا، مع ذلك في مكاتب وكيلي الأدبي في باد همبورغ، فرانكفورت، بدأ وابل شديد دام لمدة عشر سنوات من الرسائل و الإيميلات والمكالمات الهاتفية ورسائل من كل أنواع المنتجين من بلدان أخرى، وبالأخص من الولايات المتحدة)) فسأل السؤال نفسه. لا. هل كانت هذه غطرسة، لا لم تكن مسألة غطرسة، كانت مجرد أنني لم أكن واثقا، بأن الكتاب سيعامل باحترام! وهكذا، مضت السنون، ثم ذات يوم حضر كنديان في لانزاوتي، يرافقهما وكيلي، كانا قد جاءا مباشرة من تورنتو، وكانا يأملان في أن يصنعا الفيلم، نيف فيتشمان، المنتج، ودون ماك كيلار، كاتب السيناريو. كانا ينتميان إلى جيل جديد، ولم يذكرني أي منهما بسيسيل ب. دوميل، وبعد محادثة صريحة، وبدون أي تحفظات فكرية، أعطيتهما العمل. كنا لانزال لا نعرف من سيكون المخرج. ستمضي سنوات أخرى قبل أن يأتي اليوم الذي سألاني فيه ماهو رأيي بفرناندو ميريلس. أما وقد نسيت كليا ماذا حدث بعد ذلك العام البعيد ١٩٧٧ فقد أجبت بأن رأيي فيه جيد. فقد شاهدت وأحببت مدينة الله والبستاني الثابت، ولكنني مع ذلك لم أربط اسم هذا المخرج بشخص حقيقي، والآن هاهي زبدة ذلك كله معنا أخيرا، إنها فيلم يحمل عنوان العمى. الذي يؤمل أنه سيجعل من الأسهل على الناس في الشبكة العنكبوتية أن يربطوه بالكتاب. لم أر مبررا للدفاع عن هذا القرار. لقد تم اليوم في لشبونة تقديم العمى بالصوت والصورة. كان الجمهور مؤلفا من عدد لا بأس به من الصحافيين الذين آمل أنهم سيكونون قادرين على تقديم وصف جيد له. سيكون العرض الأولي غدا، عندما نتحدث حول فصول التاريخ الحديث، طلعت بيلار – الأكثر عملية وموضوعية من بين كل الأفراد الذين أعرفهم- بفكرة: ” كما لم أفهم الكتاب، فإنه قد تنبأ بنتائج الأزمة التي نعاني منها اليوم. فأولئك الناس الذين يجوبون وول ستريت يائسين من مصرف إلى مصرف، قبل أن ينضب المال، لايختلفون عن الذين ينتقلون عميانا، بدون اتجاه، من خلال الرواية والآن من خلال الفيلم، الفرق هو أنهم لا يملكون زوجة طيبة ترشدهم وتحميهم”. تعالو نفكر بذلك، فهذه المرأة الأندلسية قد تكون على حق!”

من هو جوزيه ساراماغو؟

جوزيه ساراماجو هو روائي برتغالي بارز وحاصل على جوائز أدبية عديدة أهمها جائزة نوبل في للآداب في عام 1998، وصفه الناقد الأمريكي البارز هارولد بلوم في 2002 بأنه ” أعظم الروائيين الموجودين على قيد الحياة” معتبرًا إياه جزءًا هامًا ومؤثرا في تشكيل أساسيات الثقافة الغربية.

من هو فرناندو ميريلس؟

مخرج ومنتج أفلام برازيلي مواليد 9 نوفمبر 1955،  اشتهر عالمياً بعد إخراجه لفيلم مدينة الرب سنة 2002، بسبب هذا الفيلم ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج. كذلك ترشح لنيل جائزة غولدن غلوب لأفضل مخرج سنة 2005 عن فيلمه البستاني المخلص، والذي تمكن من حصّد جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة للممثلة ريتشل وايز. ومن أعماله البارزة تجسيد رواية العمى للروائي جوزيه ساراماغو في فيلمه العمى.